الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
هذا وقد طرد الرضي القول بنزع حرف الجر مع أن في أفعال المقاربة أيضا؛ كاد وكرب وأوشك فإذا اقترن مدخولها الثاني بأن- وهو قليل مع كاد وكرب- فالمصدر المؤول- عنده- بتقدير حرف الجر، أي: كاد وكرب من أن يقوم، وأوشك في أن يقوم ثم حذف حرف الجر على القياس مع أن ثم قال: "وأوجبوا هنا حذفها لكثرة الاستعمال، وأن إما منصوبة أو مجرورة" (1).ويجاب عن قوله " وأوجبوا هنا حذفها لكثرة الاستعمال " بأن ذلك مفرع على التسليم بأن حرف الجر منزوع مع أن بعد أفعال المقاربة، وليس كذلك.2-
.نزع لام الجحود مع أن: ينتصب الفعل المضارع بعد لام يطلق عليها النحويون لام الجحود أو لام النفي (2)، وتجيء بعد كون ناقص منفي ماض لفظا أو معنى، نحو: {ما كان الله ليعذبهم} (3) و{لم يكن الله ليغفر لهم} (4) واختلفوا في حقيقة هذه اللام، أهي حرف جر والمضارع بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبا، وخبر كان محذوف، والتقدير: ما كان الله مريدا لتعذيبهم، وهو مذهب البصريين، أم هي حرف توكيد والنصب بها، والمضارع بعدها خبر كان، وهو مذهب الكوفيين، أم هي حرف توكيد والنصب بأن مضمرة بعدها وجوبا والمصدر المؤول خبر أن، وهو قول ابن مالك؟ أقوال للنحويين.وتفريعا على مذهب البصريين جوز الرضي نزع لام الجحود وإظهار أن، وجعل من ذلك قوله تعالى: {وما كان هذا القرآن أن يفترى} (5) فقال: "كان أصله ليفترى فلما حذفت اللام بناء على جواز حذف اللام مع أن وأن، جاز إظهار أن الواجبة الإضمار بعدها" (6).- - - - - - - - - -(1) شرح الكافية: 4 /221.(2) ينظر تفصيل القول في هذه اللام في: كتاب سيبويه: 3 /7، والمقتضب: 2 /7، وشرح المفصل: 7 /28، وشرح الكافية الشافية: 3 /1539، ومغني اللبيب: 278، وشرح الأشموني: 3 /291 وهمع الهوامع: 297- 299.(3) الأنفال: 33.(4) النساء: 137.(5) يونس: 37.(6) شرح الكافية: 4 /62.النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 371- مجلد رقم: 1
|